2024.12.14 Associazione Italiana contro le Leucemie Linfomi e Mieloma (AIL)

البابا فرنسيس يستقبل الجمعية الإيطالية لمكافحة سرطان الدم والغدد اللمفاوية والأورام النخاعية

القرب وأهميته، تقاسم الألم وإبقاء شعلة الرجاء موقدة. هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس اليوم خلال استقباله الجمعية الإيطالية لمكافحة سرطان الدم والغدد اللمفاوية والأورام النخاعية.

استقبل البابا فرنسيس اليوم السبت ١٤ كانون الأول ديسمبر الجمعية الإيطالية لمكافحة سرطان الدم والغدد اللمفاوية والأورام النخاعية. وفي بداية كلمته رحب الأب الأقدس بالجميع معربا عن سعادته للقائهم مناسبة مرور ٥٠ سنة على تأسيس جمعيتهم، كما وشكر ضيوفه على هذه الزيارة وفي المقام الأول على ما يقومون به. وأشار في هذا السياق إلى تمويل الأبحاث الخاص بعلاج هذه الأورام وتطوير مراكز متخصصة في هذا المجال وتوفير الاستقبال للمرضى وعائلاتهم وأيضا العلاجات المنزلية والقرب من أشخاص كثيرين بفضل الآلاف من المتطوعين. وأراد البابا التشديد هنا على القرب باعتباره إحدى صفات الله إلى جانب الشفقة والحنان. ثم توقف قداسته عند ما يقدمه أعضاء الجمعية من شهادة للتضامن والقرب، شهادة تزداد أهمية في هذا العالم الذي تطبعه الفردانية.

وتابع قداسة البابا مشيرا إلى رغبته في التأمل مع ضيوفه حول ثلاث كلمات يمكنها أن تدعم مسيرتهم وعملهم. وتحدث أولا عن كلمة وضعتها الجمعية في شعار هذا اللقاء في ذكرى تأسيسها أي "معا ننير المستقبل" أي كلمة إنارة. وواصل الأب الأقدس لافتا الأنظار إلى أن المرض غالبا ما يجعل المرضى وعائلاتهم يسقطون في ظلام الألم والقلق ما يؤدي إلى وحدة انغلاق. وعلى الصعيد الاجتماعي، قال البابا، ينظر إلى المرض وكأنه هزيمة أو شيء يجب إخفاؤه ويتم هكذا إقصاء المرضى باسم الكفاءة والقوة ويتم تهميش المعاناة لأنها تثير الخوف وتعيق المشاريع. وأضاف البابا هنا أن في بعض الثقافات يتم عمل شيء سيء جدا ألا وهو القضاء على المريض نفسه. شدد قداسته بالتالي على أن هناك حاجة ملحة إلى أن يوضع في المركز مجدَّدا الشخص المريض بقصته وعلاقاته سواء على صعيد العائلة أو الصداقات والعلاج، وذلك من أجل منح معنى للألم وتقديم رد على التساؤل المتكرر "لماذا؟". وأضاف الأب الأقدس انه حتى وحين يبدو أنه ليس هناك حل يظل ممكنا الرجاء، إلا ان هناك حاجة إلى مَن يحمل بعض النور وشعلة رجاء وذلك من خلال الصداقة والقرب والإصغاء.

ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن الكلمة الثانية وهي الهبة، وقال في هذا السياق إن مَن يحمل قليلا من النور هو شخص يهب، وأضاف أن منطق الهبة هو الترياق الأساسي ضد ثقافة الإقصاء، وفي كل مرة تقدَّم فيها هبة يتم إضعاف ثقافة الإقصاء بل والقضاء عليها. وتابع قداسة البابا مشيرا أيضا إلى أنه وبمنطق الهبة الفاضل تتم هزيمة النزعة الاستهلاكية التي تسعى إلى الهيمنة على حياتنا أيضا. وفي حديثه عن الهبة قال البابا فرنسيس إن أول مَن يهب الذات هو الله بمحبته الخالقة، يسوع بتجسده. ثم ذكَّر البابا بقرب الاحتفال بالميلاد حيث سننظر إلى ذلك الطفل الذي وُهب للعام كي ننال جميعا الخلاص، ولنستنبط من هشاشته القوة، ومن بكائه العزاء، ومن رقته الشجاعة.

أما الكلمة الثالثة التي أراد البابا فرنسيس التأمل فيها مع ضيوفه من الجمعية الإيطالية لمكافحة سرطان الدم والغدد اللمفاوية والأورام النخاعية فكانت الساحة، حيث تنتشر الجمعية في الساحات مقدِّمةً خدمة متشعبة. ووصف الأب الأقدس هذا الالتزام لضيوفه بتعبير عن الرغبة في عدم البقاء في فسحاتهم الشخصية مهتمين بمصالحهم الخاصة فقط، بل هم يعملون على التحفيز على أرض الواقع وعلى أن يكونوا علامة ملموسة وحضورا مرئيا لكنه غير مقحَم. وتابع البابا فرنسيس أن في الساحات تظهر الرغبة في الكون مع الأشخاص وفي تقاسم الألم، في أن تكونوا كالسامري الصالح، قال البابا للحضور، وهذه هي هبة تقدمونها إلى المجتمع بأسره. وتابع: أنتم مرئيون، لا لأنفسكم بل لمن هم في عوز، وأضاف أن هذا ما يتم من خلال دعم الجمعية للأبحاث العلمية وزيادة الوعي والذي هو جزء من أفضل التقاليد الطبية والصحية في إيطاليا، وضمان الاهتمام بالأشخاص الذين هم في حاجة إلى الشعور بأنهم مرافَقون في العلاج. وواصل الأب الأقدس قائلا لأعضاء الجمعية إنهم يشكلون حلقة في بناء الرجاء في الشفاء والرجاء في علاج بأفضل الأشكال وأحدثها.

هذا وأراد قداسة البابا فرنسيس التذكير في كلمته إلى وفد الجمعية بالاحتفال اليوم بعيد القديس يوحنا الصليب والذي قال "في مساء الحياة سنُسأل حول المحبة"، وهكذا أراد الأب الأقدس توجيه الشكر إلى ضيوفه على ما يهبون من محبة ورجاء، كما وشجعهم على السير قدما بتفانٍ وفعالية. بارك البابا بعد ذلك الجميع وكل مَن تشملهم الجمعية وسألهم مختتما كلمته ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.   

14 ديسمبر 2024, 15:12